أحترم الملحدين في أمر واحد فقط، أنهم تحدوا
ما وُلدوا عليه!
قلة هم الناس الباحثون عن الحقيقة, في عالم
ينتشر فيه أكثرمن 150 ديانة في العالم، و كل ديانة تنقسم إلى عدة فرق: فالديانة المسيحية
تنقسم إلى آلاف الفرق. والديانة الإسلامية تنقسم إلى أكثر من 8 فرق أو مذاهب و كل
فرقة تنقسم إلى عدة فرق أيضا. مثال على ذلك: أهل السنة و الجماعة ينقسمون إلى
(الأشاعرة - الماتردية - السلفية كمنهج - الصوفية بطرقها المتعددة- المرجئة -
المعتزلة - الجهمية)
و قيسوا على ذلك جميع الأديان المنتشرة في
أنحاء العالم. فما الذي يجعل المسلم مسلما و المسيحي مسيحيا ؟ هل بسبب والديه و
البيئة المحيطة به؟ أم هو البحث المستمر
عن الحقيقة ؟ الحقيقة هو أننا (أو غالبيتنا العظمى) على ما نحن عليه فقط لأننا
وُلدنا كذلك.
وفي القرآن الكريم، وتحديدا في سورة الروم يقول الله سبحانه وتعالى: "فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ"
في اعتقادي الفطرة هنا ليست الإسلام بوجه
الخصوص، فلا يوجد أي دليل ينص على ذلك شرعيا أو منطقيا، بل هي فطرة البحث عن
الحقيقة. حقيقة الله الواحد الأحد فكم منا جاهد في البحث عن الحقيقة و إن كان
مسلما؟ فعظم لذة هذه الحقيقة لن يستشعرها من ولد مسلما لأنه كذلك، بل من سعى و دأب
على أن يكتشف الحقيقة. فكم من متحنث وعابد قبل الإسلام وبعده اهتدى إلى الله
بقلبه. دلته عليه فطرته السليمة بعيدا عن ماديات الحياة. قريبا جدا من الروح،
عميقا في تصفيتها.
في أثناء بحثي عن الأية السابقة من سورة
الروم، شد انتباهي تقرير من صحيفة التلغراف البريطانية بعنوان Children are born believers in God, Academic claims أو ترجمة "الاطفال يولدون
مؤمنين بالله " إدعاء أكاديمي.
ملخص التقرير: يقول الدكتور
جاستون باريت (Dr Justin Barrett) باحث متقدم في مركز علم الانسان والعقل في جامعة
أوكسفورد، بأن الأطفال الصغار لديهم
القابلية المسبقة للايمان بـ"كائن متفوق" لأنهم يعتبرون أن كل ما في هذا
العالم مخلوق لسبب. و يقول هذا الباحث بأن الأطفال الصغار لديهم ايمان حتى اذا لم
يتم تلقيمهم ذلك عبر المدرسة او الأهل، و يضيف بأنه حتى اذا نشأو بمفردهم على
جزيرة معزولة فسيتوصلون للايمان بالله. هل
هذا معنى الفطرة؟